رغم أن حلقة يوم السبت 4 شتنبر 2010 من سلسلة علمتني الحياة 2 قد تبدو أنها اختلفت في توجهها العام، إلا أنها كانت من أجمل الحلقات في نظري وتصب في نفس الهدف. فإذا كان مقدم البرنامج الدكتور طارق السويدان يهتم كثيرا بالنهضة والتسيير والإدارة، فقد خصص هذه الحلقة لموضوع حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن عندما يتغلغل في الموضوع نجد أن ما يقدمه هو معايير منطقية تساعد كثيرا في رسم طريق الحياة الناجح. فبتقديمه لعلامات المحبين (والتي يمكن اعتمادها لمعرفة درجة الحب لله أو لرسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم أو لأي شخص آخر) يمكن للانسان تحديد الأولويات أو أي الأمرين سيحذف إذا تعارضت الرؤى، فقررت أن ألخص علامات المحبين "بالمفهوم السويداني" ^_^ كما قدم هو مسمياتها بالضبط، لكن شرحها هو بأسلوبي الخاص، كما إن ما يستفاد من هذه المعايير هو قراءتي الشخصية للحلقة:
علامات المحبين:
كثرة الذكر: إذ كلما كثر ذكرك لمحبوبك في المجالس أو مع نفسك كلما ارتفعت درجة الحب.
الانقياد لأمره: وكما قال الشاعر: إن المحب لمن يحب مطيع، فالمحب يشعر بالراحة عند تلبية طلبات محبوبه.
الشوق: فالشخص الذي تشتاقه بعد سنة من الفراق لن يكون بالتأكيد على نفس المرتبة ممن تفتقده إذا خرج إلى السوق وتأخر ^_*.
الاقبال على سماع حديثه: فالمحب يتمنى لو أن محبوبه لا يتوقف عن الكلام بينما هو يمضي الوقت فقط في الاستماع إلى صوته.
محبة دار المحبوب: من ذا الذي لا يطوف بأسوار بيت محبوبه ههههههه
محبة أحباب المحبوب: يحب المحب من يزرع السرور في قلب محبوبه، ويبغض من يؤذيه ماديا أو معنويا.
انجلاء المهموم عند زيارته: عند زيارتك لمن تحب، أو زيارته لك، تنسى كل المشاكل والهموم، وكلمات مساندته لك تجعل معنوياتك ترتفع ودرجة الأمل في نفسك لا تعلوها درجة.
الغيرة له: الدفاع عنه، أو الدفاع عن الرابطة التي تجمعك به برد كل ما قد يقطعها أو يضعفها، والغيرة مقبولة ومطلوبة إلا أن تتحول إلى شك فمرفوضة.
بذل كل شيء في رضاه: فعندما تحب، تقدم محبوبك وطلباته على رغباتك الشخصية، فتصير مستعدا للتنازل عن رغباتك وأمور شخصية من إجل إرضائه.
السرور بما يسر به المحبوب: يحس المحب بالسرور عند حدوث شيء يعلم أن محبوبه يسره.
حب الخلوة: يتمنى كل محب أن يختلي بمحبوبه بعيدا عن الجميع، إذ بذلك يحد راحة ما بعدا راحة.
التذلل له: هل تكون مرتاحا إذا خاصمك محبوبك؟ ألا تبادر لإعادة المياه إلى مجاريها؟ ألا تتنازل لكي تبقى ذه العلاقة قائمة رغم قسوة التنازل؟؟ إذا كنت لا تفعل ذلك، فاعلم أنك لست محبا حقا ^_^.
ما يستفاد من هذه المعايير:
الحب هو المحرك والقلب النابض للحياة، ولكي ترسم خطا متوازنا تسير عليه خلال حياتك، كان التأكد من حبك مسألة ضرورية، لذا فهذه المعايير تساعدك على التعرف عما إذا كان ما يعتريك هو حب صادق أم مجرد نزوة عابرة. ترتب بعدها محبوبيك، فإذا تعارض أمران قدمت أنفعهما أو ما يخدم الأحب إلى نفسك.
وطبعا الأولى أن نجعل الله تعالى ورسوله أحب إلينا مما سواهما، ثم نضع أي حب بعدهما (لشخص أو لشيء) لميزان هذه المعايير، فإن لم يؤثر على حبهما فعلناه، وإلا كان الأولى والأجدر تركه.
وإذا ما تأملنا في أخطائنا وذنوبنا، فما هي إلا إخلال بأحد أركان الحب السابقة لله تعالى، وهذا لا يعني أن المخطئ لا يحب الله تعالى وإنما تزعزع الحب في إحدى اللحظات، فما عليه إلا أن يعود ليرمم ذلك الجزء.
وهي وسيلة أيضا لقياس حب الآخرين لنا، فإذا حدث شيء لا نرضاه من "المحبوب"، نقوم بجرد بسيط فندرك ما إذا كان الأمر ناتجا عن غياب الحب وفقدانه أم تزعزعا في إحدى لبناته فقط، بينما الحب باق.. وبالتالي نحسن التعامل معه في كلتي الحالتين.